أعداء الأمة Public Enemies

بتاريخ 22 يوليو الماضي قرأت بالصدفة عن جون دلنجر وهذا التاريخ يصادف ذكرى قتله سنة 1934 على يد رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي

وجون دلنجر سارق بنوك عجزت الشرطة عن القبض عليه لذكاءه ولما قبضت عليه, أحرج الشرطة باستطاعته الهروب بسيارة رئيسة الشرطة أو كما يسمونها الشريف ليليان هولي  "فورد 8 سلندر" وعلى الرغم من أن مكان حجزه كان يعج برجال الشرطة لمنعه من الهرب لخطورته وسوابقه

ولكن كما قالت الصحف في ذلك الوقت أنه استطاع الهرب بمسدس خشبي مصبوغ بصبغ أحذية أسود – أجلكم الله-

دلنجر بعد القبض عليه وتبدو عليه الثقة وهو واضع يده على كتف أحد رجال الشرطة لأخذ الصور ونرى بقية رجال الشرطة يحيطون به وتظهر الشريف ليليان هولي التي هرب دلنجر بسيارتها والتي أقسمت أنها لو رأته ستقتله بمسدسها

 

دلنجر ومعه المسدس الخشبي

بدايته مع الجريمة عندما كان عمره 21 سنة عندما أقنعه مجرم صاحب سوابق لسرقة بقالة ولكنهم وقعا بيد الشرطة وحكم على دلنجر بالسجن لمدة بين 10-20 سنة مع أنه لم تكن له سوابق بينما صاحبه سجن سنتين لأنه استطاع أن يوكل محامي بالرغم من سوابقه

ولكن دلنجر خرج بعد 9 سنوات لانضمامه لفريق البيسبول في السجن واعتبر لاعب محترف لمهارته

وخلال سنوات سجنه التسع تعرف على مجرمين محترفين وتعلم منهم وخططوا لسرقات كبيرة بعد خروجهم من السجن وتعتبر هذه بدايته الحقيقية في عالم الجريمة ونفذ أول خططه بأن أخرج أفراد عصابته الذين تعرف عليهم في السجن

والذي لفت انتباهي لقصة دلنجر هو ماجمعه خلال سطوه على مايقارب الـ12 بنك وهو 300 ألف دولار يعادل في زماننا هذا 5 ملايين

ولهذا السبب ربطت بين مايسمى في أمريكا حقبة أعداء الأمة بين سنة 1931-1935

وما نعيشه الآن

بعدما رأينا من يدافع عن شبهة ضياع 5 ملايين من المال العام ومن يقول أن يد الوزير نظيفة من نواب وكتاب صحف

الوزير أو وكيل الوزارة الذي وقع على قرار المناقصة سواء كان يعلم أم لم يعلم فهو مدان

إن كان يعلم فهو شريك وإن لم يكن يعلم فهو مغفل لايستحق المنصب الحساس

كان بعض الناس يحبون دلنجر لأنه لايسرق من الناس الذين يصادفهم في البنوك وقت السطو عليه ولكنه يسرق من أموال البنك المؤمن عليها

ولكن عندنا بعض النواب يحبون من يسرق المال العام لأنه يمشي معاملاتهم ويقبل أقاربهم في كلية الشرطة

كان دلنجر في سطوه المسلح يقفز على الكاونتر بطريقة مقتبسة من الأفلام وهو ماسك سلاحه بيد ويستند على الطاولة بيد أخرى

بينما أحدهم يدخل المجلس بطريقة مقتبسة من الجنس الآخر

 

عندما قبض على دلنجر قبل أن يهرب بسيارة الشريف ليليان رأينا كيف كان يقف للمصورين بثقة وأخذ يمازحهم حتى يكون له سمعه طيبة بين الناس لدرجة أنهم يسمونه روبن هود الجديد

ويبدو أن أعداء الأمة عندنا عرفوا هذه الخطة بالسيطرة على كذا قناة فضائية أبرزهم سكوب والعدالة وكذا صحيفة محلية أبرزهم الدار والصباح  لتلميع سمعتهم والنيل من من يحاربهم

نهاية دلنجر كانت عندما تظافرت جهود الدولة لمحاربة أعداء الأمة واستعملوا كافة السبل للوصول له مع عصابته لدرجة أنهم استطاعوا قتل جميع أفراد عصابته ولم يستطيعوا الوصول إليه إلا بمساعدة صديقة له بعد تهديدها وترغيبها

وكانت نهايته وهو خارج من دار سينما ليشاهد فيلم

Manhattan Melodrama

وبالصدفة الفيلم يحكي قصة مجرم

***

هل سنرى حرب على أعداء أمتنا؟؟

هل الوثيقة الوطنية لمكافحة الفساد في الكويت هي بداية الحرب الشعبية؟

أم سيكون بيان كتلة العمل الشعبي هو بداية الحرب البرلمانية؟

هل سنرى اعلانات مثل هذه في شوارعنا؟

ماأظن

أم سنرى الخوف من هذه الحرب ويبدأ المتعاطفون مع الأعداء بالإيقاع بهم كما فعلت صديقة دلنجر

ونشوف هذه العلامة منتشرة على السيارات

 

أم سنصبح مثل الشريف ليليان هولي التي لاحول لها ولاقوة ولم تستطع ابقاء دلنجر محبوسا بالرغم من كثافة عدد الرجال في سجنها بل استطاع دلنجر من حبس 46 من رجالها قبل أن يهرب

وفي اليوم التالي لهربه نشرت الصحف " إمرأة نحيلة, أم لطفلين, تسيطر على دلنجر كشريف "

***

ملاحظة لها شغل في الموضوع

قصة جون دلنجر مثلها جوني ديب في فيلم

Public Enemies

أنصحكم تشوفونه لأن في معلومات ماذكرتها موجودة في الفيلم وفي معلومات ذكرتها ماتطرق لها الفيلم

الفيلم مايتطوف